مرض الحزام الناري
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة][/center[center]]
حاجة الكبار للتطعيم ضد فيروس الحزام الناري أشد من قبل للحد من الوباء المتوقع. وهذه مفارقة عجيبة وأزمة يعيشها الوسط العلمي وتدق الدراسات الطبية ناقوس خطرها، اذ ومع انتشار تطعيم الأطفال بلقاح الجديري المائي ونقص حالات إصابته للأطفال، فإن وثاق مرض الحزام الناري اليوم يلتف بإحكام لم يسبق له مثيل حول البالغين من خلال زيادة حالات الإصابة به بكل تداعياته التي بعضها مهدد للحياة بشكل قوي خاصة لدى من لديهم ضعف في مناعة الجسم كمرضى السكري والفشل الكلوي وأمراض السرطان ونقص المناعة. حالات الحزام الناري تتجاوز اليوم في الولايات المتحدة فقط المليون حالة سنوياً ويتوقع الخبراء أن تزداد الحالات في السنوات المقبلة بشكل لم يسبق له مثيل لأسباب عدة منها زيادة المعمرين في شتى أنحاء العالم إضافة لما سيأتي في العرض من أسباب أخرى. والمصابون عادة هم ممن تجاوزوا سن الستين، وتتجاوز المضاعفات الناتجة عن إصابتهم ظهور القروح وغيرها من المظاهر الجلدية المؤلمة بشدة لمناطق محددة في الجلد، إلي مضاعفات لدى 50% من الحالات تطال مناطق العين والأذن إضافة إلي العضلات والأوعية الدموية، هذا بإضافة إلي حالات ألم الأعصاب المبرح الذي يعقب الإصابة ويعاني منه حوالي 50% منهم لمدة تتجاوز السنة. والعلاج اليوم بالأدوية المضادة للفيروسات حين الإصابة به، ربما يخفف شيئاً قليلاً من المعاناة لكنه لا يقدم أو يؤخر في نسبة ظهور ألم الأعصاب المتقدم. كما أن حدوث حالات التهاب الأعصاب بكل ما ينتج عنها من ضعف العضلات وأمراض الأوعية الدموية وفقدان السيطرة على حركات العضلات اللاإرادية كسلس البول وغيره ونوبات الصرع والشلل الذي يصيب مناطق من العضلات كلها قد تهدد حياة ثلث المصابين بهذا الالتهاب العصبي الناجم.
ونتيجة لهذا يزداد الاهتمام الطبي بكل ما يتعلق بأمراض فيروس «فارسيلا زوستر» وانتشاره، ويشهد نقاشات في بحث أفضل السبل للحد منه، ففي الأسبوع الأول من هذا الشهر وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إضافة لقاح الجديري المائي أو «تشكن بوكس» إلى لقاحات الحصبة الألمانية والحصبة والنكاف لتكون في عبوة واحدة كي تعطى جميعها في حقنة واحدة أيضاً لوقاية الأطفال في عمر سنة. لكن دراسة صدرت أول هذا الشهر دقت ناقوس الخطر بدرجة مدوية حول سبب الارتفاع الذي بات لافتاً بشكل لم يسبق من قبل في حالات الحزام الناري. وفي هذا الشهر أيضاً تناولت المجلة الطبية البريطانية بالنقاش موضوع لقاح الكبار ضد الحزام الناري والتجارب التي تمت حتى اليوم حوله، بين طلب بعض الباحثين من الهيئات العلمية المعنية بالدواء السماح باستخدامه وسرعة الموافقة على بدء تلقيح كبار السن به بعد النتائج المشجعة حتى اليوم والتي تبشر بفائدة كبيرة منه، وبينما طلب البعض الآخر التمهل وإجراء المزيد من التجارب للقاح المتوفر اليوم فقط في نطاق التجارب، بيد أن من المتوقع أن يشهد عام 2006 سماح إدارة الغذاء والدواء الأميركية ببدء استخدامه لتطعيم الكبار بشكل واسع.
الجديري المائي
* منذ أن بدأ اعتماد نصيحة مركز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها لبرنامج تلقيح الأطفال بالجديري المائي عام 1995 لكل الأطفال ما فوق عمر سنة ونسبة إصابة الأطفال في تناقص، ففي السابق كان يتوفى منه سنوياً حوالي 150 طفلا ويدخل المستشفى حوالي 13 ألف طفل لكن الإحصاءات الحديثة تشير بعد تلقيح 87% من الأطفال أن وفياتهم نتيجة الجديري المائي في عامي 2003 و2004 مجتمعين فقط ثمانية أطفال.
مرض الجديري المائي أو (تشكن بوكس) أو ما يطلق عليه في أكثر المناطق بالشرق الأوسط «مرض العنقز» هو ناتج عن إصابة المرء بفيروس شديد الانتشار والعدوى يدعى فارسيلا زوستر، فإذا أصاب هذا الفيروس إنساناً ما في مرحلة الطفولة أو أي مرحلة من العمر أدى إلى ظهور مرض العنقز أو الجديري المائي الذي هو عبارة عن ردة فعل الجسم لغزو الفيروس، لكن دون القضاء عليه تماماً وتطهير الجسم منه.
ثم بعد زوال آثار دخول الفيروس إلى الجسم أو العنقز فإن الفيروس يظل كأمناً في الجسم في مناطق من الأعصاب، وبعد هذا فإن هناك احتمالين، إما أن يؤدي إلى إثارة المتاعب عبر ظهور مرض الحزام الناري أو ما يسمى داء القوباء المنطقية، أو أنه لا يؤدي إلى أي شيء بقية العمر. ففيروس فارسيلا زوستر هو نوع واحد، إذا أصاب الإنسان لأول مرة سواء في الصغر أو الكبر فإنه يؤدي إلى نوعين من الأمراض، أولهما هو الجديري المائي الذي يظهر مباشرة بعد دخوله الجسم أو ما يسمى العنقز لدينا، والثاني هو الحزام الناري الذي يظهر بعد سنوات من الإصابة بالعنقز.
اللقاح الذي نتحدث هنا في هذا الجزء من العرض هو لقاح الوقاية من مرض الجديري المائي وليس ما سنذكره لاحقاً من لقاح الوقاية من الحزام الناري. فلكل من هذين المرضين الناتجين عن دخول فيروس فارسيلا زوستر إلى الجسم، تطعيم. التطعيم ضد الجديري المائي يؤخذ من قبل الأطفال بعد سن اثني عشر شهرا أو من قبل البالغين ممن يثبت تحليل الدم أنهم لم يصابوا به في الصغر، والتطعيم الجديد الآخر والذي ما زال تحت التجارب هو تطعيم يعطى للوقاية من الإصابة بالحزام الناري لدى من سبق تعرضهم للفيروس في الصغر بغية منعه من المشاغبة وإثارة مرض الحزام الناري ومضاعفاته.
الحزام الناري
* هذا كله كلام جميل، تطعيم يعطى للأطفال لمنع الإصابة بالجديري المائي أو العنقز، لكن الإشكالية المطروحة اليوم هي التي توقعها بعض المراقبين الطبيين من سنوات كحدس طبي، وهو ما عبرت عنه دراسة نشرت أوائل هذا الشهر في المجلة الدولية لعلم السموم الصادرة في الولايات المتحدة ويذكر فيها الدكتور غاري غولدمان أن نسبة إصابة البالغين ما دون سن الخمسين بمرض الحزام الناري نتيجة لفيروس هربس زوستر آخذة في الزيادة ويتوقع أن تستمر كذلك للخمسين سنة المقبلة بالتزأمن مع التناقص في حالات الجديري المائي لدى الأطفال! و السبب الذي يعلل به الدكتور غولدمان هذا الأمر كان غاية في الغرابة للوسط الطبي ذلك أن وجود حالات الأطفال من الجديري المائي في المجتمع يعطي حماية للبالغين من نشاط الفيروس الكأمن في أجسادهم وبالتالي فإن قلة تعرض ومخالطة البالغين لهؤلاء الأطفال يؤدي إلى إثارة الفيروسات فيهم وبالتالي ظهور المرض عليهم على هيئة الحزام الناري. وهو ما يعبر عنه كجزء من موضوع طويل آخر وهو «مناعة القطيع» وعوامل نموها في المجتمعات والمحافظة عليها والتي مبناها النظرية الطبية القديمة التي تقول لولا وجود المرضى لما كثر عدد السليمين، على كل الجدل الذي يثار حولها حين طرحها.
ويزيد الدكتور غولدمان موضحاً أن من المتوقع في مدة نصف القرن المقبلة أن تزيد حالات الإصابة بالحزام الناري بنسبة 42% أي حوالي 15 مليون إنسان وبكلفة علاج تقارب خمسة مليارات دولار. وهو ما يقول عنه إننا في سبيل منع مرض ما نزيد من نسبة الإصابة بمرض أخر تبلغ الوفيات الناتجة عنه نسبة تفوقه بمقدار ثلاثة أضعاف وتستدعي الحاجة دخول المصابين إلى المستشفى للعلاج أيضاً نسبة تفوقه خمسة أضعاف! ولعدة عقود مضت كانت القناعة الطبية في تفسير إصابة كبار السن بالحزام الناري أو القوباء المنطقية أن كبار السن كلما تقدم بهم العمر فإن مناعتهم تضعف، لكن هذه الدراسة تأتينا بتعليل أقرب إلى المنطق بناء على زيادة ملحوظة في معدل الإصابة بها وهو أن قلة تعرض البالغين للأطفال المصابين تقلل بشكل تدريجي من المناعة التي اكتسبها الكبار في صغرهم بعد إصابتهم بالجديري المائي أو العنقز.
لقاح آمن للكبار
* هذا كله يفرض أن يكون هناك توفير لقاح الجديري المائي لتطعيم البالغين من أجل سببين، الأول ما تقدم من احتمالات الزيادة في تعرضهم للإصابة بالحزام الناري نتيجة تطعيم الأطفال ضد الفيروس لحالاته بينهم مما يحرم الكبار من الحماية التي توفرها وجود حالات مرضية منه في المجتمع، والثاني وهو الأساس أي منع إصابة المرض للكبار بالأساس والذين يزداد عددهم وكذلك يزداد من تقل مناعته بينهم.
لكن هل يكون لقاح الكبار هو الحل الأمثل الذي يقلل من الارتفاع الحاصل في نسبة معاناة البالغين من هذا الفيروس؟ البعض كالدكتور غولدمان وغيره لا يبدون التفاؤل المتوقع لأن التجارب السابقة في لقاحات الكبار لا تؤدي نفس النجاح كما في الصغار أولاً، وثانياً يعتمد على أمور عديدة يجب توفرها في المتلقي للقاح كي يكون بمقدور الجسم إنتاج الأجسام المضادة وهي الثمرة المرجوة من أخذ اللقاح وبوفرتها تحصل المناعة، ثالثاً ان نجاح اللقاح عموماً يعتمد على توفر إصابات مرضية في المجتمع وهي علاقة غير مفهومة حتى اليوم تفسر النجاح العالي لتطعيم الأطفال به باليابان في وقاية من يأخذ اللقاح، لأنه ببساطة فقط 20% من الأطفال يأخذون اللقاح، فالنجاح الياباني ليس لفرض اللقاح لجميع الأطفال بل لأن قلة من الأطفال يتلقونه!، وهذا يدخلنا في دوامة من الدراسات التي تتحدث عن اللقاحات وعوامل نجاحها في الوقاية من الأمراض.
وقد نشرت المجلة الطبية البريطانية في عدد أول هذا الشهر مراجعة لنتائج تجارب لقاح الكبار من فيروسات ضعيفة جدا، بغية الوقاية من الإصابة بالحزام الناري والتخفيف من آلام الأعصاب المبرحة في المناطق المصابة التي قد تستمر مدة طويلة لدى مرضى الحزام الناري، بناء على عدد من المقالات العلمية أهمها بحث الدكتور أوكسمان من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة والذي نشر في عدد يونيو الماضي من مجلة نيوإنغلاند الطبية الأميركية.
النتائج حتى اليوم مشجعة، اذ شملت الدراسة المقارنة حوالي 40 ألف شخص ممن تجاوزوا سن الستين من العمر وثبتت إصابتهم في السابق بفيروس فارسيلا زوستر عبر تحليل الدم، فبعد متابعة تجاوزت ثلاث سنوات وجد انخفاض في معدل الإصابة بحالات الحزام الناري بنسبة مهمة بلغت 51%، وتقليل حالات ألم الأعصاب المبرح الذي يعقبه بنسبة 67%، وكذلك تقليل المضاعفات حال الإصابة به لو حصلت بنسبة 61%. وكان اللقاح الجديد الذي يفوق 14 مرة قوة لقاح الأطفال من الجديري المائي أمناً ولم يتسبب في مضاعفات مصاحبة بنسبة مهمة.
واثبت اللقاح الجديد الذي يفوق بأربع عشرة مرة قوة لقاح الأطفال، جدوى لا مجال للشك فيها في الوقاية وتخفيف المضاعفات مما يوجه إلى فائدة نشر استخدامه التي لا تزال تنتظر في الولايات المتحدة موافقة إدارة الغذاء والدواء التي من المتوقع أن توافق عليه في بداية العام القادم 2006، لكن هناك لا تزال رغبة لدى البعض بمزيد من الدراسة الأوسع والأطول خاصة فيمن تجاوزوا سن الثمانين.
* الحزام الناري : مشاغبة فيروس كامن
* الحزام الناري مرض يحصل بشكل حاد نتيجة الإصابة بالتهاب فيروس فارسيلا زوستر الذي يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وبثور مؤلمة بدرجة تكون مبرحة في غالب الحالات. الإصابة عبارة عن مشاغبة وإزعاج يقوم به هذا الفيروس بعد أن دخل الجسم في مرحلة سابقة وغالباً أثناء الطفولة التي ينتج عنه مرض الجديري المائي أو العنقز، إذْ بعد هدوء هذه الإصابة الأولية تذهب الفيروسات للسكون وتكمن في مناطق نائية في الجهاز العصبي دون إثارة أي أعراض لسنوات.
السبب في عودة إثارة هذه الفيروسات الكأمنة للمتاعب غير معروفة حتى اليوم، لكن الكثيرين يعتقدون أن السبب هو الضعف الذي ينتاب جهاز المناعة ووسائل مراقبته للفيروسات إما نتيجة للتقدم في العمر أو حالات التوتر والضغط النفسي أو الحالات التي يصاحبها نقص وضعف في المناعة كالأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو الفشل الكلوي أو سرطان الدم وغيره من أورام الجسم، إضافة إلى تناول الأدوية المثبطة لهمة وقوة مناعة الجسم في حالات زراعة الأعضاء أو الالتهابات الذاتية كأمراض المفاصل وغيرها أو نتيجة لأمراض نقص المناعة مباشرة كالإيدز.
حينما ينشط الفيروس بعد أن ظل كأمناً لسنوات في مناطق الجهاز العصبي فإنه ينتشر في منطقة الجلد التي يغطيها إحساس العصب، فكل عصب يخرج مثلاً من الحبل الشوكي يغطي إحساس منطقة من الجلد على أحد جانبي جذع الجسم. لذا نجد البثور والطفح الجلدي على هيئة حزام أقرب ما يكون على هيئة مستطيل في المناطق الجلدية الممتدة في غالب الأحوال ما بين العمود الفقري إلى منتصف الصدر. أما إصابة الوجه والعنق فهي أقل وتظهر إما على العصب الثلاثي أو على عصب الوجه. فإذا كانت الإصابة في العصب الثلاثي وهو العصب الخامس من الأعصاب الخارجة من الجمجمة والذي يغطي إحساس غالب الوجه، فإن له ثلاثة أفرع أحدها يغطي الجبهة والثاني منتصف الوجه والثالث الجزء السفلي منه، وعلى حسب إصابة أي فرع تكون منطقة انتشار البثور، وهي ما تشمل العين أو الفم على أحد الجانبين. وإصابة العين تعتبر بالتعريف الطبي حالة طارئة لأنه قد يؤدي إلى فقدان البصر إن لم يعالج بطريقة سليمة وفورية. إصابة عصب الوجه وهو العصب السابع من الأعصاب الخارجة من الجمجمة قد تؤدي إلى شلل عضلات الوجه وفقدان السمع وحاسة الذوق في نصف اللسان إضافة إلي ظهور البثور حول الأذن وفي قناة الأذن. ويبدأ المرض حينما يغادر الفيروس مكمنه وينتقل عبر العصب إلى الجلد حينها يبدأ المرء بالشعور بالألم أو الحرقة النارية في الجلد وذلك قبل ظهور أي شيء. ثم بعد يومين أو ثلاثة من وصول الفيروس إلى الجلد تظهر بقع من الطفح الجلدي والبثور التي تشبه ما يظهر في بدايات العنقز، وتأخذ في الزيادة حجماً وعدداً، ثم بعد حوالي خمسة أيام من ذلك تبدأ أغطية البثور الكبيرة بالتمزق وتتحول البثور إلى قروح جلدية ما تلبث مع الوقت أن تجف. من إفرازات السوائل الشفافة الصفراء في الغالب ما تصيبها مشاركة البكتيريا في عملية الالتهاب. ثم بعد جفاف هذه القروح فإنها تتقشر وتزول خلال ثلاثة أسابيع مخلفة وراءها طبقة وردية من الجلد الرقيق الملتئم.
الحزام الناري قد يؤدي إلي ظهور ما يعرف بألم ما بعد الإصابة بالفيروس، وهي حالة قد تستمر لسنوات لدى 50% من المرضى وتسبب آلاما حادة مبرحة ومزعجة خاصة لدى المتقدمين في العمر.
* الجديري المائي مرض شائع بين الأطفال
* الجديري المائي أو العنقز هو مرض شائع يصيب الناس في غالب الأحيان أثناء مرحلة الطفولة نتيجة العدوى بفيروس فارسيلا زوستر وهو أحد الفيروسات من مجموعة الهربس التي تبلغ حوالي مائة نوع، ما يصيب الإنسان بالأمراض الشائعة منها هو ثمانية أنواع.
الفيروس شديد العدوى ينتقل عبر الهواء بالسعال أو العطس، كما ينتقل عبر المس المباشر لسائل بثور الطفح الجلدي في حالات الجديري المائي أو حالات الحزام الناري. والعدوى تصيب الكبار ممن لم يصابوا من قبل كما تصيب الصغار، والمرض قد يظهر في الغالب مرة واحدة في العمر وقد يتكرر في وجود حالات نقص المناعة.
العدوى تؤدي إلى ظهور بثور وطفح في الجلد مثير للحكة، يبدأ في الظهر أو الوجه أو البطن ثم ينتشر في بقية أنحاء الجسم. هذه البثور تغلفها طبقة رقيقة من الجلد ما تلبث أن تتمزق ليخرج منها سائل شفاف قد يحول إلى سائل عكر مما ينتج عنه قروح في الجلد تجف مع الوقت ليغدو لونها بنيا غامقا. ومما يميز الجديري المائي أنه يوجد على الجلد بثور في مختلف المراحل بخلاف الحزام الناري التي تتشابه مراحل وشكل البثور فيه.
المضاعفات قد تكون بحصول التهاب رئوي واضطرابات في نزيف الدم والتهاب الدماغ إضافة إلى التهاب البثور بالبكتيريا، إضافة إلى احتمال الإصابة بالحزام الناري في مرحلة لاحقة من العمر.
الطفل المريض تكون قد أصابته العدوى قبل يومين من ظهور الطفح الجلدي، ويظل قادراً على تعريض الغير لعدوى المريض حتى إلى مدة أسبوع أو جفاف بثور الجلد بالكامل، وهي الفترة التي يجب على الطفل عدم الاختلاط بمن لم يصب من قبل كالأطفال في المدرسة أو الحوامل.
إذا أصيبت الحامل لأول مرة بالفيروس في أول خمسة أشهر من الحمل فإنها عرضة لإسقاط الجنين، وإذا أصيبت قبل الولادة بخمسة أيام أو خلال يومين بعد الولادة فإن الجنين عرضة للإصابة بشكل مؤثر علي صحته لأن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون الفيروس انتقل إليه من الأم دون أن تتاح له الفرصة أن يأخذ الأجسام المضادة من الأم، الأمر الذي يستوجب رعاية طبية عالية له. الأم التي أصابها الفيروس في السابق تعطي الجنين والرضيع مناعة قد تحمي الوليد، لذا فإن لقاح الجديري المائي يعطى للأطفال بعد إتمام عمر سنة
الاعشاب الطبية و (الهربس العصبي)
هو التهاب فيروسي حاد في الجلد، يظهر على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين. و يتميز بوجود ألم شديد ، لذا يسمى ( الحزام الناري ) حيث إنه يُلوّن جزءاً محدداً من الجلد بالأحمر بسبب إصابة العصب، كما يفصل هذا الجزء - الشديد الألم و الأحمر اللون، والذي يبدو كأنه نار ـ عن باقي الجسم.
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus ، و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي .. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يُعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.
و عادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن فيغدو أكثر انتشارا فوق سن الخمسين، كما يساهم في الإصابة به كلٌ من ضعف المناعة لأي سبب ، و التعرض للتوتر أو الأنفعال الشديد.
الأعراض
طفح جلدي على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار ، بعد 1-2 أسبوعين تجف هذه الحويصلات مكونة قشوراً، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجيا حتى تختفي تماما بعد 2-3 أسابيع.
يتميز هذا الطفح الجلدي بتكونه في جهة واحدة من الجسم، وأكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر ، و الجذع، و أحيانا يصيب منطقة الوجه، و الرقبة، مما قد يؤدى لحدوث مضاعفات في الفم أو العين. و أحيانا يحدث مضاعفات أخرى مثل : شلل في الوجه ، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان .. ويصاحب هذا الطفح الجلدي أو يسبقه الشعور بألم شديد، أو وخز ناري، تضخم في الغدد الليمفاوية التابعة للجزء المصاب ..
و هناك أعراض أخرى قد تصاحب المرض منها:ارتفاع درجة الحرارة، إحساس بالضعف العام، صداع ، ألم بالمفاصل.
وصفة علاجية
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبي تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه. فقط يكون العلاج خاصاً بأعراض المرض، عن طريق الاستعمال الداخلي أو الخارجي .
للاستعمال الداخلي:
المقادير :
كيلو عسل نحل أصلي من محل مضمون .
- 40جراماً غذاء ملكي .
- 100جراماً حبة سوداء .
- 50جراماًَ كركم ( الهرد) .
تخلط جميع المكونات خلطا جيداً ، ثم توضع في إناء زجاجي نظيف ويستعمل الخليط بمقدار ملعقة متوسطة ثلاث مرات بعد الأكل.
دهان خارجي :
يتم دهن الحزام الناري بخل التفاح الطبيعي الأصلي لمدة نصف ساعة، وبعد ذلك يدهن باليود ( الموجود في الصيدليات) لمدة نصف ساعة، ثم يدهن باليورك آسد.. والأهم من كل ذلك وجود الثقة في أن لكل داء دواء بإذن الله تعالى .
حاجة الكبار للتطعيم ضد فيروس الحزام الناري أشد من قبل للحد من الوباء المتوقع. وهذه مفارقة عجيبة وأزمة يعيشها الوسط العلمي وتدق الدراسات الطبية ناقوس خطرها، اذ ومع انتشار تطعيم الأطفال بلقاح الجديري المائي ونقص حالات إصابته للأطفال، فإن وثاق مرض الحزام الناري اليوم يلتف بإحكام لم يسبق له مثيل حول البالغين من خلال زيادة حالات الإصابة به بكل تداعياته التي بعضها مهدد للحياة بشكل قوي خاصة لدى من لديهم ضعف في مناعة الجسم كمرضى السكري والفشل الكلوي وأمراض السرطان ونقص المناعة. حالات الحزام الناري تتجاوز اليوم في الولايات المتحدة فقط المليون حالة سنوياً ويتوقع الخبراء أن تزداد الحالات في السنوات المقبلة بشكل لم يسبق له مثيل لأسباب عدة منها زيادة المعمرين في شتى أنحاء العالم إضافة لما سيأتي في العرض من أسباب أخرى. والمصابون عادة هم ممن تجاوزوا سن الستين، وتتجاوز المضاعفات الناتجة عن إصابتهم ظهور القروح وغيرها من المظاهر الجلدية المؤلمة بشدة لمناطق محددة في الجلد، إلي مضاعفات لدى 50% من الحالات تطال مناطق العين والأذن إضافة إلي العضلات والأوعية الدموية، هذا بإضافة إلي حالات ألم الأعصاب المبرح الذي يعقب الإصابة ويعاني منه حوالي 50% منهم لمدة تتجاوز السنة. والعلاج اليوم بالأدوية المضادة للفيروسات حين الإصابة به، ربما يخفف شيئاً قليلاً من المعاناة لكنه لا يقدم أو يؤخر في نسبة ظهور ألم الأعصاب المتقدم. كما أن حدوث حالات التهاب الأعصاب بكل ما ينتج عنها من ضعف العضلات وأمراض الأوعية الدموية وفقدان السيطرة على حركات العضلات اللاإرادية كسلس البول وغيره ونوبات الصرع والشلل الذي يصيب مناطق من العضلات كلها قد تهدد حياة ثلث المصابين بهذا الالتهاب العصبي الناجم.
ونتيجة لهذا يزداد الاهتمام الطبي بكل ما يتعلق بأمراض فيروس «فارسيلا زوستر» وانتشاره، ويشهد نقاشات في بحث أفضل السبل للحد منه، ففي الأسبوع الأول من هذا الشهر وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على إضافة لقاح الجديري المائي أو «تشكن بوكس» إلى لقاحات الحصبة الألمانية والحصبة والنكاف لتكون في عبوة واحدة كي تعطى جميعها في حقنة واحدة أيضاً لوقاية الأطفال في عمر سنة. لكن دراسة صدرت أول هذا الشهر دقت ناقوس الخطر بدرجة مدوية حول سبب الارتفاع الذي بات لافتاً بشكل لم يسبق من قبل في حالات الحزام الناري. وفي هذا الشهر أيضاً تناولت المجلة الطبية البريطانية بالنقاش موضوع لقاح الكبار ضد الحزام الناري والتجارب التي تمت حتى اليوم حوله، بين طلب بعض الباحثين من الهيئات العلمية المعنية بالدواء السماح باستخدامه وسرعة الموافقة على بدء تلقيح كبار السن به بعد النتائج المشجعة حتى اليوم والتي تبشر بفائدة كبيرة منه، وبينما طلب البعض الآخر التمهل وإجراء المزيد من التجارب للقاح المتوفر اليوم فقط في نطاق التجارب، بيد أن من المتوقع أن يشهد عام 2006 سماح إدارة الغذاء والدواء الأميركية ببدء استخدامه لتطعيم الكبار بشكل واسع.
الجديري المائي
* منذ أن بدأ اعتماد نصيحة مركز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها لبرنامج تلقيح الأطفال بالجديري المائي عام 1995 لكل الأطفال ما فوق عمر سنة ونسبة إصابة الأطفال في تناقص، ففي السابق كان يتوفى منه سنوياً حوالي 150 طفلا ويدخل المستشفى حوالي 13 ألف طفل لكن الإحصاءات الحديثة تشير بعد تلقيح 87% من الأطفال أن وفياتهم نتيجة الجديري المائي في عامي 2003 و2004 مجتمعين فقط ثمانية أطفال.
مرض الجديري المائي أو (تشكن بوكس) أو ما يطلق عليه في أكثر المناطق بالشرق الأوسط «مرض العنقز» هو ناتج عن إصابة المرء بفيروس شديد الانتشار والعدوى يدعى فارسيلا زوستر، فإذا أصاب هذا الفيروس إنساناً ما في مرحلة الطفولة أو أي مرحلة من العمر أدى إلى ظهور مرض العنقز أو الجديري المائي الذي هو عبارة عن ردة فعل الجسم لغزو الفيروس، لكن دون القضاء عليه تماماً وتطهير الجسم منه.
ثم بعد زوال آثار دخول الفيروس إلى الجسم أو العنقز فإن الفيروس يظل كأمناً في الجسم في مناطق من الأعصاب، وبعد هذا فإن هناك احتمالين، إما أن يؤدي إلى إثارة المتاعب عبر ظهور مرض الحزام الناري أو ما يسمى داء القوباء المنطقية، أو أنه لا يؤدي إلى أي شيء بقية العمر. ففيروس فارسيلا زوستر هو نوع واحد، إذا أصاب الإنسان لأول مرة سواء في الصغر أو الكبر فإنه يؤدي إلى نوعين من الأمراض، أولهما هو الجديري المائي الذي يظهر مباشرة بعد دخوله الجسم أو ما يسمى العنقز لدينا، والثاني هو الحزام الناري الذي يظهر بعد سنوات من الإصابة بالعنقز.
اللقاح الذي نتحدث هنا في هذا الجزء من العرض هو لقاح الوقاية من مرض الجديري المائي وليس ما سنذكره لاحقاً من لقاح الوقاية من الحزام الناري. فلكل من هذين المرضين الناتجين عن دخول فيروس فارسيلا زوستر إلى الجسم، تطعيم. التطعيم ضد الجديري المائي يؤخذ من قبل الأطفال بعد سن اثني عشر شهرا أو من قبل البالغين ممن يثبت تحليل الدم أنهم لم يصابوا به في الصغر، والتطعيم الجديد الآخر والذي ما زال تحت التجارب هو تطعيم يعطى للوقاية من الإصابة بالحزام الناري لدى من سبق تعرضهم للفيروس في الصغر بغية منعه من المشاغبة وإثارة مرض الحزام الناري ومضاعفاته.
الحزام الناري
* هذا كله كلام جميل، تطعيم يعطى للأطفال لمنع الإصابة بالجديري المائي أو العنقز، لكن الإشكالية المطروحة اليوم هي التي توقعها بعض المراقبين الطبيين من سنوات كحدس طبي، وهو ما عبرت عنه دراسة نشرت أوائل هذا الشهر في المجلة الدولية لعلم السموم الصادرة في الولايات المتحدة ويذكر فيها الدكتور غاري غولدمان أن نسبة إصابة البالغين ما دون سن الخمسين بمرض الحزام الناري نتيجة لفيروس هربس زوستر آخذة في الزيادة ويتوقع أن تستمر كذلك للخمسين سنة المقبلة بالتزأمن مع التناقص في حالات الجديري المائي لدى الأطفال! و السبب الذي يعلل به الدكتور غولدمان هذا الأمر كان غاية في الغرابة للوسط الطبي ذلك أن وجود حالات الأطفال من الجديري المائي في المجتمع يعطي حماية للبالغين من نشاط الفيروس الكأمن في أجسادهم وبالتالي فإن قلة تعرض ومخالطة البالغين لهؤلاء الأطفال يؤدي إلى إثارة الفيروسات فيهم وبالتالي ظهور المرض عليهم على هيئة الحزام الناري. وهو ما يعبر عنه كجزء من موضوع طويل آخر وهو «مناعة القطيع» وعوامل نموها في المجتمعات والمحافظة عليها والتي مبناها النظرية الطبية القديمة التي تقول لولا وجود المرضى لما كثر عدد السليمين، على كل الجدل الذي يثار حولها حين طرحها.
ويزيد الدكتور غولدمان موضحاً أن من المتوقع في مدة نصف القرن المقبلة أن تزيد حالات الإصابة بالحزام الناري بنسبة 42% أي حوالي 15 مليون إنسان وبكلفة علاج تقارب خمسة مليارات دولار. وهو ما يقول عنه إننا في سبيل منع مرض ما نزيد من نسبة الإصابة بمرض أخر تبلغ الوفيات الناتجة عنه نسبة تفوقه بمقدار ثلاثة أضعاف وتستدعي الحاجة دخول المصابين إلى المستشفى للعلاج أيضاً نسبة تفوقه خمسة أضعاف! ولعدة عقود مضت كانت القناعة الطبية في تفسير إصابة كبار السن بالحزام الناري أو القوباء المنطقية أن كبار السن كلما تقدم بهم العمر فإن مناعتهم تضعف، لكن هذه الدراسة تأتينا بتعليل أقرب إلى المنطق بناء على زيادة ملحوظة في معدل الإصابة بها وهو أن قلة تعرض البالغين للأطفال المصابين تقلل بشكل تدريجي من المناعة التي اكتسبها الكبار في صغرهم بعد إصابتهم بالجديري المائي أو العنقز.
لقاح آمن للكبار
* هذا كله يفرض أن يكون هناك توفير لقاح الجديري المائي لتطعيم البالغين من أجل سببين، الأول ما تقدم من احتمالات الزيادة في تعرضهم للإصابة بالحزام الناري نتيجة تطعيم الأطفال ضد الفيروس لحالاته بينهم مما يحرم الكبار من الحماية التي توفرها وجود حالات مرضية منه في المجتمع، والثاني وهو الأساس أي منع إصابة المرض للكبار بالأساس والذين يزداد عددهم وكذلك يزداد من تقل مناعته بينهم.
لكن هل يكون لقاح الكبار هو الحل الأمثل الذي يقلل من الارتفاع الحاصل في نسبة معاناة البالغين من هذا الفيروس؟ البعض كالدكتور غولدمان وغيره لا يبدون التفاؤل المتوقع لأن التجارب السابقة في لقاحات الكبار لا تؤدي نفس النجاح كما في الصغار أولاً، وثانياً يعتمد على أمور عديدة يجب توفرها في المتلقي للقاح كي يكون بمقدور الجسم إنتاج الأجسام المضادة وهي الثمرة المرجوة من أخذ اللقاح وبوفرتها تحصل المناعة، ثالثاً ان نجاح اللقاح عموماً يعتمد على توفر إصابات مرضية في المجتمع وهي علاقة غير مفهومة حتى اليوم تفسر النجاح العالي لتطعيم الأطفال به باليابان في وقاية من يأخذ اللقاح، لأنه ببساطة فقط 20% من الأطفال يأخذون اللقاح، فالنجاح الياباني ليس لفرض اللقاح لجميع الأطفال بل لأن قلة من الأطفال يتلقونه!، وهذا يدخلنا في دوامة من الدراسات التي تتحدث عن اللقاحات وعوامل نجاحها في الوقاية من الأمراض.
وقد نشرت المجلة الطبية البريطانية في عدد أول هذا الشهر مراجعة لنتائج تجارب لقاح الكبار من فيروسات ضعيفة جدا، بغية الوقاية من الإصابة بالحزام الناري والتخفيف من آلام الأعصاب المبرحة في المناطق المصابة التي قد تستمر مدة طويلة لدى مرضى الحزام الناري، بناء على عدد من المقالات العلمية أهمها بحث الدكتور أوكسمان من جامعة كاليفورنيا بالولايات المتحدة والذي نشر في عدد يونيو الماضي من مجلة نيوإنغلاند الطبية الأميركية.
النتائج حتى اليوم مشجعة، اذ شملت الدراسة المقارنة حوالي 40 ألف شخص ممن تجاوزوا سن الستين من العمر وثبتت إصابتهم في السابق بفيروس فارسيلا زوستر عبر تحليل الدم، فبعد متابعة تجاوزت ثلاث سنوات وجد انخفاض في معدل الإصابة بحالات الحزام الناري بنسبة مهمة بلغت 51%، وتقليل حالات ألم الأعصاب المبرح الذي يعقبه بنسبة 67%، وكذلك تقليل المضاعفات حال الإصابة به لو حصلت بنسبة 61%. وكان اللقاح الجديد الذي يفوق 14 مرة قوة لقاح الأطفال من الجديري المائي أمناً ولم يتسبب في مضاعفات مصاحبة بنسبة مهمة.
واثبت اللقاح الجديد الذي يفوق بأربع عشرة مرة قوة لقاح الأطفال، جدوى لا مجال للشك فيها في الوقاية وتخفيف المضاعفات مما يوجه إلى فائدة نشر استخدامه التي لا تزال تنتظر في الولايات المتحدة موافقة إدارة الغذاء والدواء التي من المتوقع أن توافق عليه في بداية العام القادم 2006، لكن هناك لا تزال رغبة لدى البعض بمزيد من الدراسة الأوسع والأطول خاصة فيمن تجاوزوا سن الثمانين.
* الحزام الناري : مشاغبة فيروس كامن
* الحزام الناري مرض يحصل بشكل حاد نتيجة الإصابة بالتهاب فيروس فارسيلا زوستر الذي يؤدي إلى ظهور طفح جلدي وبثور مؤلمة بدرجة تكون مبرحة في غالب الحالات. الإصابة عبارة عن مشاغبة وإزعاج يقوم به هذا الفيروس بعد أن دخل الجسم في مرحلة سابقة وغالباً أثناء الطفولة التي ينتج عنه مرض الجديري المائي أو العنقز، إذْ بعد هدوء هذه الإصابة الأولية تذهب الفيروسات للسكون وتكمن في مناطق نائية في الجهاز العصبي دون إثارة أي أعراض لسنوات.
السبب في عودة إثارة هذه الفيروسات الكأمنة للمتاعب غير معروفة حتى اليوم، لكن الكثيرين يعتقدون أن السبب هو الضعف الذي ينتاب جهاز المناعة ووسائل مراقبته للفيروسات إما نتيجة للتقدم في العمر أو حالات التوتر والضغط النفسي أو الحالات التي يصاحبها نقص وضعف في المناعة كالأمراض المزمنة مثل مرض السكري أو الفشل الكلوي أو سرطان الدم وغيره من أورام الجسم، إضافة إلى تناول الأدوية المثبطة لهمة وقوة مناعة الجسم في حالات زراعة الأعضاء أو الالتهابات الذاتية كأمراض المفاصل وغيرها أو نتيجة لأمراض نقص المناعة مباشرة كالإيدز.
حينما ينشط الفيروس بعد أن ظل كأمناً لسنوات في مناطق الجهاز العصبي فإنه ينتشر في منطقة الجلد التي يغطيها إحساس العصب، فكل عصب يخرج مثلاً من الحبل الشوكي يغطي إحساس منطقة من الجلد على أحد جانبي جذع الجسم. لذا نجد البثور والطفح الجلدي على هيئة حزام أقرب ما يكون على هيئة مستطيل في المناطق الجلدية الممتدة في غالب الأحوال ما بين العمود الفقري إلى منتصف الصدر. أما إصابة الوجه والعنق فهي أقل وتظهر إما على العصب الثلاثي أو على عصب الوجه. فإذا كانت الإصابة في العصب الثلاثي وهو العصب الخامس من الأعصاب الخارجة من الجمجمة والذي يغطي إحساس غالب الوجه، فإن له ثلاثة أفرع أحدها يغطي الجبهة والثاني منتصف الوجه والثالث الجزء السفلي منه، وعلى حسب إصابة أي فرع تكون منطقة انتشار البثور، وهي ما تشمل العين أو الفم على أحد الجانبين. وإصابة العين تعتبر بالتعريف الطبي حالة طارئة لأنه قد يؤدي إلى فقدان البصر إن لم يعالج بطريقة سليمة وفورية. إصابة عصب الوجه وهو العصب السابع من الأعصاب الخارجة من الجمجمة قد تؤدي إلى شلل عضلات الوجه وفقدان السمع وحاسة الذوق في نصف اللسان إضافة إلي ظهور البثور حول الأذن وفي قناة الأذن. ويبدأ المرض حينما يغادر الفيروس مكمنه وينتقل عبر العصب إلى الجلد حينها يبدأ المرء بالشعور بالألم أو الحرقة النارية في الجلد وذلك قبل ظهور أي شيء. ثم بعد يومين أو ثلاثة من وصول الفيروس إلى الجلد تظهر بقع من الطفح الجلدي والبثور التي تشبه ما يظهر في بدايات العنقز، وتأخذ في الزيادة حجماً وعدداً، ثم بعد حوالي خمسة أيام من ذلك تبدأ أغطية البثور الكبيرة بالتمزق وتتحول البثور إلى قروح جلدية ما تلبث مع الوقت أن تجف. من إفرازات السوائل الشفافة الصفراء في الغالب ما تصيبها مشاركة البكتيريا في عملية الالتهاب. ثم بعد جفاف هذه القروح فإنها تتقشر وتزول خلال ثلاثة أسابيع مخلفة وراءها طبقة وردية من الجلد الرقيق الملتئم.
الحزام الناري قد يؤدي إلي ظهور ما يعرف بألم ما بعد الإصابة بالفيروس، وهي حالة قد تستمر لسنوات لدى 50% من المرضى وتسبب آلاما حادة مبرحة ومزعجة خاصة لدى المتقدمين في العمر.
* الجديري المائي مرض شائع بين الأطفال
* الجديري المائي أو العنقز هو مرض شائع يصيب الناس في غالب الأحيان أثناء مرحلة الطفولة نتيجة العدوى بفيروس فارسيلا زوستر وهو أحد الفيروسات من مجموعة الهربس التي تبلغ حوالي مائة نوع، ما يصيب الإنسان بالأمراض الشائعة منها هو ثمانية أنواع.
الفيروس شديد العدوى ينتقل عبر الهواء بالسعال أو العطس، كما ينتقل عبر المس المباشر لسائل بثور الطفح الجلدي في حالات الجديري المائي أو حالات الحزام الناري. والعدوى تصيب الكبار ممن لم يصابوا من قبل كما تصيب الصغار، والمرض قد يظهر في الغالب مرة واحدة في العمر وقد يتكرر في وجود حالات نقص المناعة.
العدوى تؤدي إلى ظهور بثور وطفح في الجلد مثير للحكة، يبدأ في الظهر أو الوجه أو البطن ثم ينتشر في بقية أنحاء الجسم. هذه البثور تغلفها طبقة رقيقة من الجلد ما تلبث أن تتمزق ليخرج منها سائل شفاف قد يحول إلى سائل عكر مما ينتج عنه قروح في الجلد تجف مع الوقت ليغدو لونها بنيا غامقا. ومما يميز الجديري المائي أنه يوجد على الجلد بثور في مختلف المراحل بخلاف الحزام الناري التي تتشابه مراحل وشكل البثور فيه.
المضاعفات قد تكون بحصول التهاب رئوي واضطرابات في نزيف الدم والتهاب الدماغ إضافة إلى التهاب البثور بالبكتيريا، إضافة إلى احتمال الإصابة بالحزام الناري في مرحلة لاحقة من العمر.
الطفل المريض تكون قد أصابته العدوى قبل يومين من ظهور الطفح الجلدي، ويظل قادراً على تعريض الغير لعدوى المريض حتى إلى مدة أسبوع أو جفاف بثور الجلد بالكامل، وهي الفترة التي يجب على الطفل عدم الاختلاط بمن لم يصب من قبل كالأطفال في المدرسة أو الحوامل.
إذا أصيبت الحامل لأول مرة بالفيروس في أول خمسة أشهر من الحمل فإنها عرضة لإسقاط الجنين، وإذا أصيبت قبل الولادة بخمسة أيام أو خلال يومين بعد الولادة فإن الجنين عرضة للإصابة بشكل مؤثر علي صحته لأن هناك احتمالاً كبيراً أن يكون الفيروس انتقل إليه من الأم دون أن تتاح له الفرصة أن يأخذ الأجسام المضادة من الأم، الأمر الذي يستوجب رعاية طبية عالية له. الأم التي أصابها الفيروس في السابق تعطي الجنين والرضيع مناعة قد تحمي الوليد، لذا فإن لقاح الجديري المائي يعطى للأطفال بعد إتمام عمر سنة
الاعشاب الطبية و (الهربس العصبي)
هو التهاب فيروسي حاد في الجلد، يظهر على هيئة حويصلات في مسار عصب حسي معين. و يتميز بوجود ألم شديد ، لذا يسمى ( الحزام الناري ) حيث إنه يُلوّن جزءاً محدداً من الجلد بالأحمر بسبب إصابة العصب، كما يفصل هذا الجزء - الشديد الألم و الأحمر اللون، والذي يبدو كأنه نار ـ عن باقي الجسم.
الفيروس المسبب له هو Varicella-Zoster Virus ، و هو نفس الفيروس الذي يسبب الإصابة بمرض الجديري المائي .. عند الإصابة للمرة الأولى بالجديري يظل الفيروس كامنا في العقد العصبية لعدة سنوات، و عندما يُعاد تنشيطه يسير الفيروس مع الأعصاب ليصل إلى الجلد في صورة الهربس العصبى.
و عادة يكون سبب تنشيط الفيروس غير معروف، لكنه يرتبط بالسن فيغدو أكثر انتشارا فوق سن الخمسين، كما يساهم في الإصابة به كلٌ من ضعف المناعة لأي سبب ، و التعرض للتوتر أو الأنفعال الشديد.
الأعراض
طفح جلدي على هيئة حويصلات تظهر بعد حدوث احمرار شديد بالجلد، فتصبح الحويصلات محاطة بجلد شديد الاحمرار ، بعد 1-2 أسبوعين تجف هذه الحويصلات مكونة قشوراً، ثم تبدأ تلك القشور في التساقط تدريجيا حتى تختفي تماما بعد 2-3 أسابيع.
يتميز هذا الطفح الجلدي بتكونه في جهة واحدة من الجسم، وأكثر المناطق التي تصاب بالفيروس هي منطقة الصدر ، و الجذع، و أحيانا يصيب منطقة الوجه، و الرقبة، مما قد يؤدى لحدوث مضاعفات في الفم أو العين. و أحيانا يحدث مضاعفات أخرى مثل : شلل في الوجه ، فقدان السمع ، فقدان التذوق في جهة واحدة من اللسان .. ويصاحب هذا الطفح الجلدي أو يسبقه الشعور بألم شديد، أو وخز ناري، تضخم في الغدد الليمفاوية التابعة للجزء المصاب ..
و هناك أعراض أخرى قد تصاحب المرض منها:ارتفاع درجة الحرارة، إحساس بالضعف العام، صداع ، ألم بالمفاصل.
وصفة علاجية
غالبا يتم الشفاء من الهربس العصبي تلقائيا دون علاج محدد للمرض نفسه. فقط يكون العلاج خاصاً بأعراض المرض، عن طريق الاستعمال الداخلي أو الخارجي .
للاستعمال الداخلي:
المقادير :
كيلو عسل نحل أصلي من محل مضمون .
- 40جراماً غذاء ملكي .
- 100جراماً حبة سوداء .
- 50جراماًَ كركم ( الهرد) .
تخلط جميع المكونات خلطا جيداً ، ثم توضع في إناء زجاجي نظيف ويستعمل الخليط بمقدار ملعقة متوسطة ثلاث مرات بعد الأكل.
دهان خارجي :
يتم دهن الحزام الناري بخل التفاح الطبيعي الأصلي لمدة نصف ساعة، وبعد ذلك يدهن باليود ( الموجود في الصيدليات) لمدة نصف ساعة، ثم يدهن باليورك آسد.. والأهم من كل ذلك وجود الثقة في أن لكل داء دواء بإذن الله تعالى .