داء اكياس مائية
[size=24]يعتبر مرض الأكياس المائية من أهم الأمراض الطفيلية المشتركة بين الإنسان والحيوان عن هذا المرض التقينا بالدكتور ليث سالم وتحدث عنها قائلا
يعد داء الأكياس المائية من أهم الأمراض الطفيلية المشتركة بين الإنسان والحيوان والمسبب الرئيسي هي الدودة الشريطية الكاملة Echinococcus granulosus. ويصاب الإنسان والحيوان وذلك بانتقال بيوض الدودة الشريطية إليهما عن طريق الغذاء والماء الملوث.
مرض الأكياس المائية في العراق - هناك الكثير من الأرقام التي تنشر في الصحف المختلفة عن نسبة الإصابة بداء الأكياس المائية، علماً إن هذه المقالات لاتستند على مراجع علمية وتفتقر للدقة. وقد درس عدد من الباحثين حالة انتشار هذا المرض في العراق وتبين إن هذا الداء قد زاد انتشاره في مناطق تربية الماشية بعد عام 1990 وذلك لقلة الفحوص الدورية للكلاب وتدني الرعاية الصحية للماشية. وهذه الآفة تعتبر مستوطنة في مناطق بيئة حيث يتواجد كلب-ماشية-إنسان لان دورة حياتها تكتمل هنا. لقد درست نسبة الإصابة في الماشية (أغنام وماعز و أبقار) حتى عام 2002 فوصلت بين 30 إلى 45% وهي أعلى من ذلك في الإبل. تمثل هذه النسبة متوسط اثنى عشرة سنة لهذا المرض والتي جمعت من المجازر الحكومية المنتشرة في كافة إنحاء العراق. إن هذه النسبة تزايدت في الأعوام الأخيرة نتيجة لقة الرقابة الصحية علماً ان بعض المجازر لاتعمل منذ عام 2003 (شكل 1 يمثل بائع لحوم غير نظامي في مدينة العمارة). وقد لوحظ زيادة ذبح الحيوانات خارج المجازر وخاصة في المناطق الشعبية في المدن وكذلك في المناطق الريفية في كافة أنحاء العراق. وعلى سبيل المثال تنتشر أعداد كبيرة من الكلاب السائبة في المحافظات الجنوبية وغيرها والتي تعتبر العامل الأساسي للدودة الشريطية، حيث تفتقر دوائر البيطرة إلى برنامج لمكافحة هذا المرض والذي يتمثل بنشر الوعي الصحي بين فئات المجتمع المختلفة وذلك بإعداد نشرات توعية وتقديم سمنارات بالإضافة إلى برنامج لجمع الكلاب السائبة، مما يساعد على تخفيض انتشار هذا المرض.
الاكينوكوكوس Echinococcus granulosus هي الدودة الشريطية البالغة التي تتواجد في أمعاء الكلاب وآكلات اللحوم الأخرى مثل الذئاب والثعالب.
مرض الهيداتيد (الأكياس المائية) Hydatid disease - مرض طفيلي يصيب الحيوانات آكلة الأعشاب كالأغنام والماعز والأبقار والإبل، وكذلك يصيب الإنسان وتعتبر كلها عائل وسيط لهذا الطفيل. وتنتقل الإصابة عن طريق بيوض الدودة الشريطية البالغة إلى الإنسان والحيوان كعائل وسط. تنمو اليرقات في أنسجة أعضاء الجسم وخاصة الكبد والرئتين. تعيش الدودة الكاملة في أمعاء الكلاب والذئاب والثعالب والتي تعتبر عاملا أساسيا لها.
•· المسبب - الدودة الشريطية البالغةEchinococcus granulosus ويتراوح طولها من 3 - 6 مم. يتكون جسم الدودة من ثلاثة قطع وتحوي القطعة الأخيرة على البويضات التي يصل عددها بالمتوسط إلى 6000 بيضة. وللدودة البالغة القدرة على البقاء في أمعاء الكلاب لمدة سنة أو أكثر، مما يؤدي إلى تلوث البيئة بهذا الداء.
•· انتشار المرض - عالمي الانتشار
•· مصادر العدوى - براز الكلاب المصابة بالدودة الشريطية البالغة والتي تعتبر من مصادر العدوى الأساسية، بالإضافة إلى المراعي والأعلاف والمياه الملوثة ببراز هذه الكلاب.
•· طرق انتقال العدوى:
•1. بواسطة اليد إلى الفم من خلال التماس مع الأدوات الملوثة ببراز الكلاب المصابة بالمرض.
•2. تناول مواد غذائية مثل الخضروات الطازجة أو الماء الملوث ببويضات الدودة الشريطية الناتجة من براز الكلاب.
•3. مباشرة من الكلاب المصابة إلى الإنسان من خلال ملامستها أو اللعب معها. للكلاب عادة لعق منطقة الشرج حيث يتلوث فمه بالبويضات أثناء اللعق وتنتشر البويضات على شعره وبالتالي تنتقل إلى الإنسان عندما يلامس الكلاب المصابة.
•4. تغذية الحيوانات آكلة الأعشاب على مراعي أو أعلاف ملوثة ببويضات الدودة الشريطية الناتجة من براز الكلاب.
دورة الحياة: ديدان الأكياس المائية "الاكينوكس" دورة حياتها مشتركة بين الحيوان والإنسان حيث تحتاج إلى عائلين هما العائل الأساسي (الكلاب وآكلات اللحوم الأخرى)، والعائل الوسيط (الإنسان وعدد كبير من الثديات).
العائل الأساسي: حيث تعيش الدودة البالغة في أمعاء آكلات اللحوم وهي (الكلاب - الثعالب - الضباع وابن آوى - الأسود - الفهود)
العائل الوسيط: حيث يوجد الطور اليرقي "الأكياس المائية" في الأحشاء الداخلية للانسان وكذلك لعدد كبير من الحيوانات آكلة الأعشاب وتشمل (الأغنام - الماعز - الأبقار- الجاموس - الجمال - الخيول - الحمير - والأرانب البرية). وهذا الطور هو المعدي للكلاب وآكلات اللحوم الأخرى.
العدوى - تتم عدوى الإنسان والحيوانات الثدية الأخرى بابتلاع البويضات التي تخرج من براز العائل الأساسي (الكلاب) وذلك عن طريق تناول خضروات ملوثة أو ماء ملوث أو عن طريق تلامس الكلاب المصابة أو اللعب معها. يخرج الجنين من البويضة ويخترق جدار الأمعاء بإفرازاته وينتقل عن طريق الأوردة الصغيرة أو الأوعية اللمفاوية إلى الكبد أو الرئتين أو المخ أو باقي أعضاء الجسم. وعند وصول الجنين إلى هذه الأعضاء ينمو إلى الطور اليرقي في عدة شهور ويبدأ بتكوين الرؤوس الأولية داخل الأكياس المائية ويشكل ما يسمى باليرقة الكيسية المخصبة. يصل حجم الكيس إلى حجم الليمونة أو البرتقالة. تنتقل هذه اليرقات المخصبة إلى العائل النهائي (الكلاب) عن طريق ابتلاعها إثناء تغذي الكلاب على بقايا فضلات الحيوانات المصابة بعد ذبحها.
•· تشخيص المرض:
•1. الكلاب - يتم التشخيص بفحص عينات البراز والكشف عن بويضات الديدان الشريطية أو بعض الأمعاء بواسطة الطبيب البيطري.
•2. الإنسان - يتم التشخيص من خلال الأعراض المرضية، ومن ثم استخدام الأشعة والرنين المغناطيسي.
الوقاية من المرض:
هناك عدة طرق للوقاية من عدوى الكلاب بداء الأكياس المائية وتشمل:
•· ذبح الماشية في المسالخ (المجازر) المرخص بها من قبل الهيئات الصحية في الدولة.
•· منع الذبح غير القانوني في المدن أو الأرياف.
•· التخلص من بقايا فضلات الماشية بشكل صحي وذلك عن طريق دفنها أو حرقها.
•· التخلص من الحيوانات النافقة بالحرق أو الدفن ومنع الكلاب من الوصول إليها.
•· منع وصول الكلاب إلى المناطق القريبة من المسالخ أو محلات القصابين.
•· الفحص الدوري الكلاب ومعالجتها ضد هذه الديدان.
•· التخلص من الكلاب الشاردة وطردها من مراعي الحيوانات.
•· التوعية العامة والتثقيف الصحي بين كل فئات المجتمع من خطورة الأكياس المائية.
العلاج - الاستئصال الجراحي لإزالة الأكياس المائية في الأشخاص المصابين هو من أكثر الطرق المستعملة. هناك بعض العقاقير مثل mebendazole and albendazole التي أثبتت فعاليتها إلا إن العمل الجراحي هو الأفضل في كثير من الحالات[/size]